كومبيوتر «جي - سلاست» اللوحي من «إل جي» يتسم بعروضه المجسمة
لا يزال منتجو الإلكترونيات يحاولون جمع المزيج الصحيح من الشروط المؤدية إلى جعل التلفزيون الثلاثي الأبعاد يصل إلى مكانته الجديرة على صعيد الشعبية الاستهلاكية، والأسعار المقبولة، والمحتويات، والمستويات والمواصفات، وغيرها. فهل ستكون الشبكة هي القناة الأسهل التي ستترعرع عبرها الأبعاد الثلاثة؟ قد يكون من الأسهل توزيع المحتويات عبر الإنترنت، لكن بالنسبة إلى الأجهزة والعتاد، فقد ندخل مجددا في مشكلة من جاء أولا: الدجاجة أم البيضة؟
في العام 2009 جعل المخرج السينمائي جيمس كاميرون الناس يعشقون مشاهدة الأفلام السينمائية الثلاثية الأبعاد مرة ثانية في الصالات. وفي العام 2010 شرعت الشركات المنتجة للمعدات الإلكترونية بعرض أول الأجهزة التلفزيونية المنزلية ذات الأبعاد الثلاثة المجسمة، في حين أطلق مزودو المحتويات قنوات لعرض البث، و«بلو-راي» الثلاثي الأبعاد.
نحن الآن في العام 2011، ولا يزال هنالك تغيرات كبيرة تحصل في هذا الميدان، لكن لا يزال هنالك أيضا مصدر واحد كبير في عالم التسلية والترفيه والوسائط المتعددة الذي لم يطرق باب الأبعاد الثلاثة بعد. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ الإنترنت في الدخول إلى بعد جديد.
صعوبات أولى
* على الرغم من أن جميع مكونات الأبعاد الثلاثة شرعت تذهب في اتجاه سوق الإلكترونيات الاستهلاكية هذه الأيام، فإن التقدم الحاصل في هذا المجال قد يكون سريعا أكثر مما يجب بالنسبة إلى بعض المستهلكين. فمبيعات التلفزيونات الثلاثية الأبعاد في العام الماضي كانت أقل مما هو متوقع بالنسبة إلى بعض المنتجين كـ«سامسونغ» على سبيل المثال التي رمت بثقلها كله خلف هذا النمط الجديد من المشاهدة. كما أن الكثير من المستهلكين ابتعدوا كليا عن هذا النمط العالي الكلفة الذي لا يمتلك أي محتويات أي عروض.
وعلى الرغم من ذلك كله، فإن هنالك الكثير من التوجهات التي أخذت تأخذ منحى مختلفا. وأحدها هي تقنية الأبعاد الثلاثة التي لا تستخدم فيها النظارات التي تعرف أيضا بـ«أوتوستيريوسكوبك 3 دي». وقامت «إل جي» بطرح جهاز لوحي جديد منافس لـ«آي باد»، ألا وهو «جي-سلايت» الذي يمكنه إنتاج صور فيها إحساس بالعمق من دون الحاجة إلى وضع نظارات على العينين. وقد تزداد الطلبات على مثل هذه التقنيات إذا ما توفرت لها المحتويات المناسبة.
ومن الواضح أن برنامج التلفزيونات الثلاثية الأبعاد والأفلام السينمائية على أقراص «بلو-راي» هي خارج هذه المعادلة، مما يعني أن المحتويات الثلاثية الأبعاد الموجودة على الإنترنت ستكون محور المبيعات الكبرى.
وإضافة إلى الأجهزة اللوحية الثلاثية الأبعاد التي لا تحتاج إلى وضع نظارات خاصة، تجد الشركات الصانعة للكومبيوتر التي تنتج أجهزة ثلاثية الأبعاد أن من الصعب عليها الإعلان عن محتويات حصرية ثلاثية الأبعاد. فالكومبيوترات الثلاثية الأبعاد هذه باتت مبيعاتها أسوأ من مبيعات التلفزيونات الثلاثية الأبعاد، مما يعني أنه يتوجب على الإنترنت أن تدلو بدلوها في هذا المجال، مع قيام مزودي المحتويات أيضا بتأمين وصول ثورة الوسائط المنزلية هذه إلى عالم الفضاء المعلوماتي.
إنترنت مجسمة
* والأمر هنا ليس بفكرة جديدة أبدا. فهنالك حاليا أحداث محددة يجري بثها على الشبكة بالأبعاد الثلاثة. فقد ساعدت «ناسكار» الأميركية في ذلك بعرض بعض مبارياتها وسباقاتها في العام الماضي بهذه الأبعاد لمشاهديها عبر الكومبيوتر عن طريق بث حصري عبر الشبكة التي لم يجر بثها عبر أي شبكة تلفزيونية أخرى ثلاثية الأبعاد. وهذا يعني أن الأبعاد الثلاثة لم تخترق الشبكة بعد.
إنها لعبة صعبة كما تقول جوردان كريسمان الأستاذة المشاركة في جامعة ولاية «أوهايو» وصاحبة مدونة 14U News، «لأن مزودي محتويات الإنترنت لا يرغبون في التصرف بمصادرهم وإنفاقها على إنتاج محتويات ثلاثية الأبعاد، ما لم يكن هنالك الكثير من الأشخاص يملكون أجهزة ثلاثية الأبعاد موصولة بالإنترنت»، كما نقلت عنها مجلة «تيك نيوز وورلد». وأضافت: «وبالمعادلة ذاتها فإن الأفراد ليسوا راغبين في شراء أجهزة مكلفة ثلاثية الأبعاد، ما لم يكن هنالك الكثير من المحتويات الثلاثية الأبعاد أيضا».
بمعنى آخر فإن الذي تقصده كريسمان هو أنه يتوجب على مزودي الخدمات القيام بالخطوة الأولى. وهذا قد يكون عرضا أسهل على صعيد الإنترنت من قيام مزودي خدمات استوديوهات السينما والأقمار الصناعية التقليدية بذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن رواد الأبعاد الثلاثة الحاليين مثل «دايرك تي في» وغيرها لم يتوجب عليها فقط شراء معدات فيديو جديدة ثلاثية الأبعاد، وتقنيات للبث، بل توجب عليها أيضا الضغط على شركات الإعلان لإعداد إعلانات تجارية ثلاثية الأبعاد ومساعدة المنتجين على تسويق أجهزتهم الثلاثية الأبعاد.
إنتاج عروض مجسمة
* والأمر الوحيد المطلوب من شركات الإنترنت هو المحتويات، لأن توزيعها سهل، كما يشير جوش بيرنوف المحلل في «فوريستر»، «فالتقنية موجودة هناك، لأن (روكسيو) مثلا تملك برنامج فيديو ثلاثي الأبعاد، كما أن هنالك الكثير من الكاميرات الثلاثية الأبعاد في السوق».
وأضاف أنه لا تزال هنالك عقبة وحيدة لإقناع المستهلكين بشراء الأجهزة الخاصة بذلك، لأن المبيعات البطيئة للتلفزيونات الثلاثية الأبعاد ترسل عادة رسالة واضحة بأن المستهلكين ليسوا بحاجة إلى محتويات ثلاثية الأبعاد في منازلهم، ليس الآن على الأقل. وهذه قد تكون رسالة، أو قد يكون المستهلكون مجرد متحيرين حيال تقنية الأبعاد الثلاثة برمتها، إذ إن هنالك الكثير من الأمور التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار لدى تركيب نظام للأبعاد الثلاثة.
وهذا الأمر ليس بسهولة التحول الذي حصل باتجاه التلفزيون العالي الوضوح، ففي ذلك الحين تعين على المستهلكين فقط شراء جهاز تلفزيون عالي الوضوح وبعض الكوابل فقط. أما الآن فيتوجب عليهم شراء تلفزيون ثلاثي الأبعاد، ونظارات من النوع ذاته التي ينتجها منتج التلفزيون ذاته إذا كان من النوع المجسم. ولكن إذا اقتنيت تلفزيون «سينما» ثلاثي الأبعاد كالذي هو متوفر حاليا من شركة «فيزيو»، يمكن شراء أي نظارات للأبعاد الثلاثة. وهنالك أيضا التلفزيون الثلاثي الأبعاد الجديد الذي بدأ يظهر، الذي لا يتطلب أي نظارات. وإذا رغبت في مشاهدة فيلم سينمائي «بلو-راي» ثلاثي الأبعاد، فلا تستطيع عندئذ استخدام مشغل «بلو-راي» قديم، بل واحد آخر يملك مهام ووظائف الأبعاد الثلاثة. وللأسف فإن الحيرة ذاتها هذه تنطبق على الكومبيوترات وبعض الشاشات التي تتطلب نظارات ثلاثية الأبعاد، في حين أن بعضها لا يحتاج لها. إضافة إلى ذلك فإن بعض المستهلكين يعانون من حالات بالعيون التي لا تسمح لهم برؤية التأثيرات الثلاثية الأبعاد مطلقا.
ويدرك منتجو تلفزيونات الأبعاد الثلاثة سلفا أنها تسبب الغثيان لنحو 20 في المائة من المشاهدين، فضلا عن أن غالبية المستهلكين يقولون إنهم غير راغبين في تلفزيونات كهذه، أو تحمل دفع أسعار عالية بغية الحصول عليها. كما يقول رئيس شركة «تي في بريديكشنس دوت كوم» فيليب سوان، الذي أضاف أنه إذا لم يقم منتجو التلفزيونات الثلاثية الأبعاد بإبطاء حركة الإنتاج الآن، فإنها ستتحول إلى أكبر خطأ مكلف في تاريخ الإلكترونات الاستهلاكية.
وفي نهاية المطاف يبدو أن تنوع أنماط تقنيات الأبعاد الثلاثة هي التي تقتل هذه التقنية، لكن ما من أحد راغب في التوقف عن محاولة تطويرها. فالأبعاد الثلاثة ليست بدعة، كما تقول كريسمان، بل مجرد صيغة تتعرض إلى الكثير من التغيرات القوية. وأضافت أن هنالك الكثير من المشاكل التي تعترض هذه التقنية في الأسواق، ولكن مع الدعم الذي تحصل عليه من صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية فإنها لن تموت مطلقا».
الله يعطيك العافية
ردحذف